برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يجمع مليار دولار لإعادة إعمار أوكرانيا
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يجمع مليار دولار لإعادة إعمار أوكرانيا
كشف رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميهال، عن أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في طريقه لجمع مليار دولار مع شركائه لإعادة بناء أوكرانيا.
جاء ذلك في تصريح لشيمهال على فيسبوك نقلا عن رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر خلال زيارته لكييف، وفقا لوكالة أنباء يوكرينفوم الأوكرانية.
من جانبه، شكر رئيس الوزراء الأوكراني برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على "هذه الخطوة التي جاءت في وقتها".
وخلال الاجتماع، ناقش شميهال مع رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي احتياجات أوكرانيا لإعادة الإعمار السريع وإزالة الألغام للأغراض الإنسانية، بالإضافة إلى دعم المؤسسات التي تم نقلها وأصحاب المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم الذين فقدوا أعمالهم خلال الحرب ويريدون البدء من الصفر.
وبحسب شميهال، فإن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على استعداد للمساعدة في هذه الأمور.. وعلى وجه الخصوص، يجري إعداد مبادرات لتدريب رواد الأعمال وإعادة تدريبهم وتطوير صناعات يمكن تصديرها.
كما سيدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إعادة بناء البنية التحتية للطاقة.
وأكد شيمهال امتنان بلاده "لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدته المستمرة طوال فترة القتال وتسهيله تنفيذ أولويات الحكومة العاجلة لإعادة الإعمار".
وأعلنت الحكومة الأمريكية مؤخرا عن حزمة دعم إنساني جديدة لأوكرانيا، وستكون قيمة هذه المساعدة 205 ملايين دولار.
مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا
ويشارك الأسبوع المقبل مسؤولون من أكثر من 60 دولة ومئات قادة الشركات العالميّة الكبرى في المؤتمر الدولي الثاني حول إعادة إعمار أوكرانيا بلندن، حسب ما أعلنت الحكومة البريطانيّة، السبت.
في افتتاح المؤتمر الذي يُعقد يومي الأربعاء والخميس، يتوجّه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى المشاركين بالقول خصوصا، إنّ "إعادة بناء اقتصاد أوكرانيا لا تقلّ أهمّية عن استراتيجيّتها العسكريّة"، وفقا لبيان أصدره داونينغ ستريت.
وسيشدّد سوناك على أنّ "شجاعة أوكرانيا في ساحة المعركة يجب أن تسير بالتوازي مع رؤية القطاع الخاصّ لمساعدة البلاد على إعادة البناء والتعافي".
ويُلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة عبر الفيديو.
وتُشارك منظّمات غير حكوميّة في هذا المؤتمر حول إعادة الإعمار، وهو الثاني الذي يُنظّم منذ بداية الحرب بعد مؤتمر عُقد السنة المنصرمة في لوغانو بسويسرا.
ومن بين القادة السياسيّين يُتوقّع حضور رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ووزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيرته الفرنسيّة كاترين كولونا.
بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب قدّر البنك الدولي احتياجات أوكرانيا العاجلة بـ14 مليار دولار لإصلاح الأضرار الناجمة من المعارك.
لكنّ انتعاش اقتصاد البلاد سيكلّف 441 مليار دولار حسب دراسة حديثة للبنك الدولي والأمم المتحدة والاتّحاد الأوروبّي والحكومة الأوكرانيّة، وهو مبلغ يُتوقّع أن يزداد مع استمرار النزاع.
التحدّي في هذا المؤتمر يتمثّل أيضا في حشد القطاع الخاصّ إلى جنب المؤسّسات الماليّة الدوليّة الكبرى.
وتعتزم المملكة المتحدة خلال المؤتمر كشف مبادرات في قطاعي التكنولوجيا والطاقة الخضراء لتسهيل التعاون بين الشركات البريطانيّة والأوكرانيّة.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.